للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ- اتصال العربيَّة بالطبيعة: فقد توصَّلَ علماء اللغة العربيَّة إلى القول: (بأنَّ أصولها الثنائية تحاكي في الغالب -كما هو الحال في بعض اللغات الأُخرى- أصوات الطبيعة بما فيها من جماد وحيوان وإنسان بدائي، ومن هنا كانت بعض كلمات أمثال: خرير الماء، وهبوب الرياح، وهدير العاصفة، ومواءُ الهر، وصهيل الجواد، ونباح الكلب، ورغاءُ الجمل) (١)، وأمثالها انعكاسًا للطبيعة، ومنبثقة عنها.

ب- اتصالها المحكم بالمجتمع: (ذلك أن العرب عاشوا أسرًا محكمة الأواصر، تجتمع في أفخاذ وبطون وعشائر وقبائل، تغوص عمقًا في النسب الصريح، وتنداح اتساعًا بالتزاوج والتوالد، وهي في كل حال متماسكة يشد بعضها بعضًا. . . وعلى صورة هذا المجتمع ومثاله كان كلامهم وجرى لسانهم: الألفاظ تتوالد وبينها آصرة القربى، فالأصل هو المصدر مثل: (عِلْم)، ومنه الماضي المجرد: عَلِمَ، ومنه اسم الفاعل: عالم، واسم المفعول: معلوم، والصفة المشبهة: عليم، ووزن المبالغة: علَّامة، واسم التفضيل: أعلم، ومن فعل (جمع) يؤخذ اسما الزمان والمكان: مَجْمعَ، ومن فعل (فتح) يؤخذ اسم الآلة: مفتاح. . . وجميع هذه المشتقات متفقة في حروفها الأصلية وترتيبها ومعناها الأصلي. . .) (٢).

إذًا فاللغة العربيَّة مطبوعة، وتعبر عن الفطرة، وتتفق وحقائق الأشياء، ولها جرسها الشاعري الجميل، وهي سهلة التعلم والتعليم، تامَّة في


(١) شحادة الخوري: دراسات في الترجمة والمصطلح والتعريب: ص ١٤، (مرجع سابق)، وانظر: المعجم العربي الأساسي الصادر عن المنظمة العربيَّة للتربية والثقافة والعلوم (١٩٨٩ م) توزيع (لاروس): ص ١٤.
(٢) شحادة الخوري: المرجع السابق نفسه: ص ١٤٤، وانظر: المعجم العربي الأساسي: ص ١٤، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>