للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال -أيضًا-: (يرجع انتشار هذا الدين في تلك الرقعة الفسيحة من الأرض إلى أسباب شتى: اجتماعية وسياسيَّة ودينيّة، على أن هناك عاملًا من أقوى العوامل الفعَّالة التي أدت إلى هذه النتيجة العظيمة، تلك هي الأعمال المطردة التي قام بها دعاة المسلمين، ووقفوا حياتهم على الدعوة إلى الإسلام متخذين من هدي الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- مثلًا أعلى، وقدوة صالحة) (١).

ويلفت (توماس أرنولد) النظر إلى جهود التجار المسلمين والحجاج العائدين من مكة المكرمة، وطلبة العلم في نشر الدعوة إلى الإسلام، قائلًا: (وحيثما شق الإسلام طريقه نجد هناك الداعي المسلم حاملًا الدليل لعقائد هذا الدين؛ فالتاجر سواء أكان من العرب أم (الفلبي) أم (المندنجو) يجمع بين نشر الدعوة وبيع سلعته، وإن مهنته وحدها لتصله صلة وثيقة مباشرة بأولئك الذين يريد أن يحولهم إلى الإسلام، والحاج الذي عاد من مكة مليئًا بالحماسة من أجل نشر العقيدة الإِسلاميَّة التي وقف عليها كل جهوده متنقلًا من مكان إلى آخر، وطالب العلم الذي يلقى تكريمًا باعتباره رجل علم تفقه في الدين والشريعة الإِسلاميَّة) (٢).

ويربط باحث آخر من الغربيين وهو (لوثروب ستودارد) بين نهضة الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث وبين بداية انتشارها فيقول: (لا شيءَ أدلَّ على هذه النهضة الإِسلاميَّة الحديثة "الكبرى" من هذه اليقظة الروحانية الدينيَّة التبشيرية، الناشئة والمنتشرة خلال مئة السنة الأخيرة، ولا غرابة في ذلك، فقد كان الإسلام على الدوام دين هداية الناس، وإخراجهم


(١) المرجع السابق نفسه: ص ٩٤، وانظر: عماد الدين خليل: قالوا عن الإسلام: ص ٢٦، (المرجع السابق نفسه).
(٢) الدعوة إلى الإسلام: ص ٣٩١، ٣٩٢ (المرجع السابق نفسه)، وانظر: فضل إلهي: الحرص على هداية الناس: ص ٦١، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>