للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني ذلك في مفهومهم إلَّا أن الإسلام دين بشري من صنع محمد وليس من عند اللَّه.

ومن أبرز ما ترمي إليه هذه المغالطة أن الدين الجدير بالنشر والعلو والسيادة هو الدين السماوي، وهو -في تصورهم- النصرانية (المسيحية) وليس الإسلام، وقد أصبح هذا التلبيس والخلط الذي يعمد إليه المنهج الاستشراقي، ويستثمره الغرب بمثابة منهج تربوي مؤثر في الأجيال الغربية، يقول (مورشى بوكاي): (لا أنكر تأثير التعاليم التي تلقيتها في شبابي، حيث لم تكن الأغلبية تتحدث عن الإسلام وإنّما عن المحمديين، لتأكيد الإشارة إلى أن (هذا) الدين أسسه رجل، وبالتالي فهو ليس بدين سماوي فلا قيمة له عند اللَّه، وكان أن أظل محتفظًا كالكثيرين بتلك الأفكار الخاطئة عن الإسلام، وهي شديدة الانتشار) (١).

- يقول إدوارد سعيد -أيضًا-: (والمستشرق إلى حد بعيد يزود مجتمعه بتمثيلات للشرق:

١ - تحمل طابعه المميز الخاص.

٢ - توضح تصوره لما يُمكن للشرق أو ينبغي له أن يكون.

٣ - تتحدى تحديًا واعيًا وجهة نظر إنسان آخر إلى الشرق.

٤ - تزود الإنشاء الاستشراقي بما يبدو، في تلك اللحظة، بأمسّ الحاجة إليه.

٥ - تستجيب لمتطلبات معينة ثقافية، ومهنية، وقومية، وسياسية، واقتصادية تفرضها الحقبة التاريخية) (٢).


(١) موريس بوكاتي: القرآن والتوراة والإنجيل والعلم: ص ١٤٤، (مرجع سابق)، وانظر: محمد بركات البيلي: الخلفية التاريخية للاستشراق ومنهجه في كتابة التاريخ الإسلامي: ص ١٣٩، (مرجع سابق).
(٢) إدوارد سعيد: الاستشراق: ص ٢٧٥، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>