للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمي، وإنَّما هو عبارة عن إيديولوجية خاصة يراد من خلالها ترويج تصورات معينة عن الإسلام، بصرف النظر عما إذا كانت هذه التصورات قائمة على حقائق، أو مرتكزة على أوهام وافتراءات) (١).

وفي موضع آخر يقول: (نحن نرفض -ومعنا الحق- منهج المستشرقين في دراسة الإسلام؛ لأنه منهج مصطنع جاء وليد اللاهوت الأوروبي؛ ولأنّه منهج يقصر عن فهم طبيعة الأديان السماوية، ويحاول أن يضعها في سعيد واحد مع الاتجاهات الفكرية الإنسانية) (٢).

ج- وإذا كانت دراسة إدوارد سعيد قد تناولت الاستشراق بشكل شمولي، وكشفت أن (الاستشراق كان -جوهريًا- مذهبًا سياسيًّا مورس إراديًّا على الشرق. .) (٣) فإن دراسة محمود حمدي زقزوق في تناولها منهج المستشرقين وتاريخهم خلصت إلى هذه النتيجة نفسها، وهي أن الاستشراق في حقيقته لم ينفصل عن مبادئ السياسة الغربية وأهدافها على اختلاف نزعاتها ومذاهبها، وتؤكد هذه الحقيقة جُلُّ الدراسات التي تناولت منهج المستشرقين في كتابة التاريخ الإسلامي أو كتابة السنة النبوية أو سيرة


(١) المرجع السابق نفسه: ١١٩، ١٢٠، وانظر: جواد علي: تاريخ العرب في الإسلام: ص ٩٥ (مرجع سابق)، فقد انتقد أحد المستشرقين بقوله: (إنَّ المستشرق (كيتاني) وهو من المستشرقين الكبار الأوائل الذين كتبوا عن حياة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ كان يعتمد منهجًا معكوسًا في البحث يذكرنا بكثير من التلامذة الجدد في حقل التاريخ الإسلامي، والذين يعملون وفق منهج خاطئ من أساسه، إذ أنهم يبيتون فكرة مسبقة ثُمَّ يجيئون إلى واقع التاريخ لكي يستلوا منها ما يؤيد فكرتهم ويستبعدوا ما دون ذلك" إلى أن قال: "لأنَّه صاحب فكرة يريد إثباتها بأي طريقة كانت، وكيف يتمكن من إثباتها وإظهارها وتدوينها إذا ترك تلك الروايات وعالجها معالجة نقد وجرح وتعديل على أساليب البحث الحديث. . . ".
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٨٩.
(٣) إدوارد سعيد: الاستشراق. . . ص ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>