للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشرابه» (١)، إذن الصيام يتم بمجانبة المحظورات من الكذب والعمل بما نهى الله عنه، لا بمجانبة الطعام والشراب فقط، فأفعال البر يفعلها البر والفاجر؛ لكن لا يجتنب النواهي إلا صديق، وليس المقصود من الحديث ترك الصيام لكن المقصود اجتناب المعاصي ليتم أجر الصوم (٢).

خامساً لحج: قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: ٩٧] (٣)، فيوضح للعاملة المنزلية أن من وجد طريقا إلى الحج لا مانع له منه فعليه فرض الحج لا يجزيه إلا أداؤه، والمقصود بكفر أي جحد لحج وزعم أنه ليس بواجب فمن فعل ذلك فإن الله غني عن حجه، فلا حاجة له بحج أحد سبحانه، وفي ذكر استغنائه هنا الإشارة إلى مقته له وسخطه عليه وإعراضه بوجهه عنه (٤).

ويجب على الداعية أن يوضح للعاملة المنزلية شروط الحج بالنسبة للمرأة كأجر الجهاد بالنسبة للرجل، والدليل حديث عائشة - رضي الله عنه -، حيث قالت استأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد فقال: «جهادكن الحج» (٥)، وقالت أيضاً - رضي الله عنه -: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: «لا لكن أفضل الجهاد حجٌ مبرور» (٦).


(١) صحيح البخاري كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به، ٣٠٦، رقم ١٩٠٣.
(٢) انظر عمدة لقارئ، العيني، ١٠/ ٢٧٥ - ٢٧٦، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، السعدي، ١٤٠.
(٣) آل عمران من الأية ٩٧
(٤) انظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن الطبري، ٤/ ١٧ - ٢٠؛ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، السعدي ١٤٠
(٥) صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير، باب جهاد النساء، ٤٧٥، رقم ٢٨٧٥.
(٦) صحيح البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور، ٢٤٧، رقم ١٥٢٠.

<<  <   >  >>