للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الدَّيُّوثُ، والرَّجُلَةُ من النساء، ومدمن الخمر) (١). وعن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله الرَّجُلَةَ من النساء!) (٢)

والترجل في المرأة قد يكون شكليا كما باللباس، أو طريقة الكلام، أو المشي، أو نحو ذلك من الشكليات الظاهرة، وقد يكون بدنيا بتغيير خلق الله في نفسها، بالجراحات الطبية المحرمة التي تؤثر على طبيعتها الأنثوية، ووظيفتها الوجودية. وكل ذلك حرام بنص الأحاديث ومقاصد الشريعة. ومن هنا حرم الإسلام حتى مجرد التشبه بالرجل بله الترجل، كما حرم على الرجل التشبه بالنساء سواء! وذلك كما في قوله عليه الصلاة والسلام: (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء!) (٣)

وقال في خصوص التشبه في اللباس: (لعن الله الرجلَ يلبس لَبْسَةَ المرأة، والمرأةَ تلبس لبسةَ الرجل) (٤). فالأنوثة إذن؛ مقصد إسلامي وجودي وتشريعي، وكل خرم له هو خرم لحقيقة التدين ولحقيقة الحياة.

ثانيا- جمالية الحياء والتخفي:

الحياء ضد الفحش والتفحش، وضد البَذَاء. وجمالية الحياء هي من المقتضيات الفطرية للأنوثة. والحياء بطبيعته يميل إلى التخفي؛ لأن به يحفظ وجوده في النفس وفي المجتمع. إن الحياء كالزئبق، بمجرد ما ترفع عنه الغطاء


(١) رواه الطبراني عن عمار بن ياسر. وصححه الألباني. انظر حديث رقم: ٣٠٦٢ في صحيح الجامع الصغير.
(٢) رواه أبو داود، وصححه الألباني. انظر حديث رقم: ٥٠٩٦ في صحيح الجامع.
(٣) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس. وصححه الألباني. انظر حديث رقم: ٥١٠٠ في صحيح الجامع.
(٤) رواه أبو داود والحاكم عن أبي هريرة. وصححه الألباني. انظر حديث رقم: ٥٠٩٥ في صحيح الجامع.

<<  <   >  >>