للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هجوم على الأطباء]

وقعتي اليوم سوداء (كما يقول إخواننا أهل مصر) فأنجدوني يا أيها القراء، لأني سأخاطر بروحي وأهجم على الأطباء.

والهجوم على الوزراء والكبراء سهل، أما الهجوم على الأطباء ... فيا ستّار! ونحن من غير أن ننال منهم لم ننج من أيديهم، فكيف إذا قرؤوا هذه الكلمة؟

ولكن ليثق كل واحد منهم أنه ليس هو المقصود، وبذلك تضيع التهمة وتحفظ الدعوى لجهالة المتهم.

والحكاية -يا سادتي- أني مصاب بآلام في المفاصل، قد تخف وقد تشتد، وقد تخفى وقد تظهر، كانت تتنقل من مفصل إلى مفصل، ثم استقرت في ركبتي وفي فخذي، حتى أني لأفيق من أعماق نومي -إن تحركت أو مسها برد- كما يفيق من تلمسه عقرب. وأحلف لقد راجعت ثلاثة وثلاثين طبيباً بالعدد، في الشام وبيروت وبغداد ودير الزور والبصرة وكركوك والقاهرة، واستعملت عشرات الأدوية (حتى لا يكاد يوجد علاج للروماتزم لم أعرفه ولم أجربه) وأجريت أنواع التحليلات، والألمُ -مع ذلك- يشتد ويزداد. أفلا يحق لي -بربك أيها القارئ- أن أهجو الأطباء؟

<<  <   >  >>