للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رجعية!]

قال لي صديق: يقول التقدميون إنك رجعي.

قلت: نعم، أنا رجعي.

قال: أستغفر الله، ما هذا ما أردت.

قلت: استغفر الله على كل حال، ولكن هي الحقيقة، فهل تحب أن تفهم أنت ما الرجعية؟

قال: وما الرجعية؟

قلت: أن ترجع هذه الأمة إلى سلائقها: سلائق الفطنة والعقل، والعزة والنبل. وأن تعود إلى خلائقها: خلائق الجهاد، والبذل، والصدق في القول، والصدق في الفعل، وإلى ما صنع أجدادنا، فترفض كل جديد (لا حاجة إليه) يفسد علينا لساننا أو يخمد فينا إيماننا، ونأخذ كل جديد نافع في العلم والسياسة والأدب وفي طرائق الفكر وفي أسلوب العيش، كما أخذنا -من قبل- الخير كله من تفكير اليونان وتأمل الهند وحياة فارس، وقبسنا من كل أمة أحسن ما لديها، ولكنا بقينا عرباً في لساننا، مسلمين في عقائدنا وأفعالنا. الرجعية أن نرجع إلى ديننا لترجع لنا أمجادنا، ولتعود راياتنا خفاقة على الدنيا، وحضارتنا باسقة على الأرض.

<<  <   >  >>