للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سني ومولدي وأصلي ودراستي وكتبي وميولي الأدبية والسياسية على غاية الضبط والصدق والإيجاز، وأخرج بطاقة مثلها باسم رفيقي) ... ".

قلت: قد سمعت مثل هذا الحديث عن الجامعة العبرية من غير هذا الصديق، وتواترت به الأخبار، وسمع به علماء العرب وباحثوهم، وأساتذة جامعاتهم ومديرو مكتباتهم، فهل عملنا مثله أو قريباً منه، لنستعين به على حرب اليهود كما استعانوا به على حربنا؟ (١)

هل نعرف نحن اليوم حقائق كاملة مضبوطة عن أحوال اليهود، وعن رجالهم، وعن ميول هؤلاء الرجال وكفاياتهم ومواهبهم؟

هل نعرف أسماء الكتب التي يؤلفها اليهود وأصدقاؤهم بكل لسان ليحاربونا بها، فضلاً عن أن نقرأها أو نرد عليها؟ ومن شاء الاطلاع على هذه الكتب فمِن أين يصل إليها ومَن يدله عليها؟

كيف يكون التكافؤ بين متبارزين أحدهما واقف في النور تُرى حركاته كلها وسكناته، والآخر مستتر في الظلام يَرى ولا يُرى، ويَرمي ولا يُرمى؟


(١) وجدت على ظهر الورقة التي لصق عليها جدي -رحمه الله- هذه الكلمة تعليقاً بخط يده كتبه عام ١٩٧٣ وهذا نصه: ألقيت في تلفزيون عمان ليلة ٢٧ رجب من هذه السنة (١٣٩٣) كلمة عن الإسراء قلت فيها ما معناه: "إن اليهود -ولو لبثوا في القدس مئة سنة- سيخرجون؛ لأن كل ما يخالف طبائع الأشياء لا يبقى، وليس من طبائع الأشياء أن تبقى ملايين ثلاثة أو أربعة وسط بحر من أعدائها عدده سبعمئة مليون يمتد على مدى ثلث محيط الأرض ... "، إلى آخر ما قلت. والغريب أن نشرة الأخبار من «إسرائيل» أشارت إلى هذه الكلمة وأعادت كلماتها بعد ساعات. وتكلمتُ مرة من تلفزيون جدة فردتْ عليّ. وكلما تشكلت وزارة في بلد عربي كان أسرع من يبادر إلى التعريف برجالها، مولدهم ودراستهم وتاريخهم، محطة إسرائيل!

<<  <   >  >>