للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ببنات يذكران أسماءهن مقرونة بضحكات ذات دلالات وآهات وإشارات بالأيدي، قدرت أنهن من بنات الجيران أو قريبات الأسرة.

فجعلت أفكر في هذين الولدين: كيف ينصرفان إلى درس أو يصغيان إلى مدرس، ولهما من هذه الهواجس ما يملأ حياتهما حتى ما يدع فيها فراغاً لعلم ولا لعمل؟ وماذا يكون منهما إذا كبرا غداً ودخلا مدخل البلوغ، وتفجرت في أعصابهما الشهوة التي أودعها الله أعصاب الشباب، ماذا يصنعان يومئذ؟ إنهما لن يكونا إلا عبدين من عبيد إبليس، لن يكونا إلا لصين من لصوص الأعراض، لن يكونا إلا مصيبة على البلد ووبالاً على أهله.

لا. لا تحسبوا أني أبالغ، فإن هذه هي النتيجة الحتمية للمقدمات التي دل عليها ذلكم الحديث. ولقد أشرت إليه الإشارة التي تحتملها صحيفة سيارة تدخل كل بيت ويقرؤها كل شاب وتراها كل فتاة، ولو أني استطعت أن أنقل الحديث بنصه لقفّت من هوله شعور القراء، ولعلموا أن عرض هذه الأفلام على الفتيان والفتيات جريمة وطنية قبل أن يكون جريمة دينية أو خلقية؛ لأننا نريد شباباً أقوياء يحمون الحمى ويذودون عن البلاد، تفيض قلوبهم رجولة وتلتهب دماؤهم حماسة في الخير، لا مخنثين قد ضاعت عقولهم بين الأفخاذ والبطون!

إن هذه الأفلام تفسد كل ما تصنع المساجد في تربية القلوب والمدارس في تنمية العقول والثكنات في تقوية الرجولات، ولو كانت من عمل إسرائيل لتقتل بها روح الجهاد في هذا الشعب لما كانت شراً مما هي الآن.

فكافحوها كما تكافحون الكوليرا والجراد وإسرائيل.

***

<<  <   >  >>