للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التدريب حتى تكون البلد كلها ثكنة عسكرية، ولا تزال سادرة في خنوثتها ولهوها. فهل سمعتم أن في الدنيا قوماً يطرقهم اللص المسلح ليزهق أرواحهم وينهب أموالهم، ثم يعكفون على الرقص والغناء؟

أنقوي العزائم، ونشحذ الهمم، ونعد الرجال ليوم الكريهة، بِـ «انزلي، ما بنزل إلا بحلق الماس» و «لهاليبو يا ولد» وهذا الهذيان الذي لا يصدر في مثل هذه الأيام إلا عن غفلة أو حماقة أو عداء مبيت لهذا الوطن؟ أين الإذاعة التي تنفخ الحماسة في الصدور، وتصب القوة في الأعصاب، وتعلم هذه الأمة كيف تحفظ مالها، وتصلح حالها، وتهذب أخلاقها، وتستكمل رجولتها؟

...

وهذه الأفلام المصرية، لماذا لا يصدر قانون يحرم عرضها ويحاربها كما يحارب الجراد والكوليرا واليهود؟ وإذا كان الجراد يأكل الزرع، والكوليرا تضني الجسم، فإن هذه الأفلام تأكل الرجولة وتنهك الأخلاق.

إننا في يوم شديد ... إننا على أبواب حرب ... إن العدو قريب منا متربص بنا، وإن كل أغنية رخوة في الإذاعة، وكل فلم داعر في السينما، إضعاف للوطن، وتقوية للعدو، وطعنة من وراء للجيش الذي يرابط على الحدود يقف في وجه اليهود!

***

<<  <   >  >>