للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الموضة]

كنت أعددت لهذا العدد كلمة غير هذه وحملتها إلى الجريدة، فلقيني عند باب العمارة صديق لي من الموظفين له مرتب جيد وزوجة متعلمة بنت أكابر، وقال لي: أستحلفك بالله أن تسمع ما أقول لك وتنشره غداً.

قلت: إني هيأت كلمة الغد، وهي معي، فانتظر يوماً آخر.

قال: لا والله. لا تكتب إلا عني.

قلت: أتريد أن أعدك من غير أن أعرف الموضوع؟ لعله سخيف.

قال: إنك تكتب أشياء كثيرة لا تخلو من سخف ... فاحسب هذه منها.

قلت: طيب ... إنّا لله؛ تفضل.

قال: اشتريت لزوجتي الشتاء الماضي ثوباً للسهرة من الجوخ الغالي، غرمت في ثمنه وخياطته ثلث راتبي بالضبط، واضطرب ميزان مصروفي، وقاسيت الضيق أشهراً، حتى إذا أوشكت أن أسد النقص وأدفع العجز في الموازنة تغيرت «الموضة» وجاء زي التطويل والتعريض، فقامت تطلب ثوباً جديداً، ودأبت تلح علي وتثقب أذني وتأخذ بخناقي حتى ذهبت فاشتريته لها، وغرمت هذه المرة نصف الراتب. فلم ينقض إلا زمن يسير حتى تغيرت «الموضة ...» وصار الزي أن يكون الثوب إلى نصف الساق لا يصعد

<<  <   >  >>