للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا كله لا يكون سارقاً ولا شيء عليه؟

أهذه هي الحضارة؟ لعنة الله على هذه الحضارة!

إن إعادة «المحل ...» شر، وما نحن فيه شر من إعادة المحل، وما نحن فيه -إن استمر- صير البلد كلها «محلاً عمومياً» ...

نعم، هذا هو الواقع. فلا تقبلوا بالواقع وتفزعوا من ذكره، فتكونوا كالنعامة التي تخبئ رأسها في الرمل تظن أنها إن لم تر الصياد فإن الصياد لا يراها .. لا تتجاهلوا الخطر وهو محدق بكم، والنار وهي ماشية إليكم، ولا تناموا على فوهة البركان وهو يضطرم ويتلظى من تحتكم.

ماذا تنتظرون؟ وقد كانت بين شبابكم وبناتكم حجب فأزحتم تلك الحجب، ثم كان بينهما من خوف الله وخوف العار وخوف المرض سدود فهدمتم السدود: تركتم الدين فنسوا خوف الله، وأخذتم حضارة الغرب فذهب خوف العار، وجاء البنسلين فراح خوف المرض، فماذا بقي؟ وهل تريدون أن تجمعوا النار والبارود ولا يكون انفجار؟

فحتّامَ الغفلة؟

انتبهوا يا ناس! واعلموا أنها لا تنفع إعادة تلك «المحلات». كلا، ولا تفيد الخطب ولا المقالات، ولا ينفع إلا الزواج. الزواج هو وحده العلاج!

وعلى كل قارئ أن يحمل هذا العدد من الجريدة إلى صديقه وجاره ويقرأ عليه هذه الكلمة إن كان لا يقرأ، وعلى كل قارئ أن يجعل هذه القضية قضيته، وأن يعالجها بنفسه وألا يتكل فيها على غيره.

أليس لكم بنات؟ إذن فادفعوا هذا الخطر عن بناتكم!

<<  <   >  >>