للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعجب الأخ من المحافظة لأنها لم تشأ أن تعلّم الناس تقدير البطولة بإعلان اسم هذا البطل المجهول، ولم تلقنهم تمجيدها بمكافأته مكافأة توازي عمله. وبم لعمري يكافأ من عرض نفسه للموت في سبيل الواجب وفي سبيل الإنسانية؟ وهل نستكثر عليه أن نجود له بدرجة أو علاوة أو وسام وقد جاد لنا بنفسه التي لا يملك غيرها؟

والجود بالنفس أقصى غاية الجود.

...

إن مكافأة المحسن واجبة وجوب معاقبة المسيء، وإن «مصلحة الإطفاء» قد أثبتت في كل موقفه أنها من خير مصالح الدولة وأنه لا يعدل صلاحها إلا فساد المحافظة الممتازة تشكو -معتذرةً عن ضعف مراقبة الأبنية- بقلة المهندسين، وتدفع أمس أربعة عشر ألف ليرة من أموال البائس والفقير من المكلفين لشراء سيارة جديدة ... لأن السيارة الفخمة التي شريت من سنتين لم تعد تليق بالمقام!

وإذا كانت الحكومة عاجزة عن مكافأة هذا البطل لأن رواتب الموظفين الكبار (وتوابع الرواتب من هواتف وسيارات وتعويضات ورحلات وحفلات) تستنفد أموال الخزينة فإنني أقترح على «الأيام» أن تفتح باباً للتبرعات لتجمع مبلغاً من المال يقدم هدية لهذا البطل الذي لا أعرف إلى الآن من يكون، ولكني أعرف أنه من العار على دمشق أن تقعد عن تكريم البطولة وتقدير التضحية ومكافأة الإحسان.

***

<<  <   >  >>