للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد نالت البلاد أمانيها، وبلغت غايتها، فلم يبقَ عليكم إلا أن تلعبوا وتمرحوا، فأقبلتم على شراء «اليويو» علامة الحضارة، ودليل التقدم والتمدن!

وقد تخمت البلاد بالمال، وضاقت به جيوب أهلها حتى عجزوا عن حمله، وضجروا من كثرته، فخففتم عن الناس فقذفتم بهذا المال إلى الخارج؛ ليأخذوه فيتعبوا به، وتأخذوا أنتم «اليويو» فتلعبوا بها!

وقد درستم وتعلمتم، فلم يبقَ للعلم من فائدة، ولم يبقَ في البلاد أمّي، ولا شاب جاهل، ولا عالم عاطل، وتعبتم من هذه المشروعات العظيمة التي قمتم بها؛ المشروعات العلمية والفنية، فلم يعد أمامكم إلا هذه «اليويو» تتسلون بقذفها!

...

فمَن يستطيع لومكم؟ مَن يقدر على تحذيركم من هذه اليويو، بعدما أوضحتُ فوائدها وحسناتها؟

لا أحد. فالعبوا مطمئنين، وإذا كان ليويو كم هذه من ضرر فهو ضرر طفيف لا يُعتدّ به ... ولكنه لا يهم. فالعبوا ... واهتفوا وأنتم تقذفون لعبتكم: "لتمت البلاد، ولتحيَ اليويو".

***

<<  <   >  >>