للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تزوّجوا بنات بلادكم

كتبت إلي آنسة تقول إنه كان قد خطبها معلم في المعارف، وإنه ماطل في عقد العقد، حتى ذهب في رحلة مدرسية إلى الديار التركية، فرأى بنتاً أعجبته فتزوجها وعاد بها، وترك هذه بعدما عضلها وأضاع عليها فترة شبابها التي ترغب الخاطبين فيها، وأنه ذهب يشنع عليها ليبرر انصرافه عنها.

قرأت كتاب الآنسة، فجاوزت ما فيه من تفصيلات، ولكني وقفت عند مسألة واحدة لا يجوز المرور بها، ولا بد من الكلام فيها. مسألة الزواج بالأجنبيات. إننا نبعث بالشاب إلى أوربا أو إلى أميركا ليعود بالعلم فيعود بامرأة وبشهادة، فتكون هذه الامرأة هي الأم لأولاده، وتكون هذه الشهادة هي العلم الذي يقدمه إلى بلاده. وماذا يجد لعمري في نساء القوم؟ ولماذا يؤثرهن على نساء أمته؟

أهن أجمل؟ إن أكثر من عرفنا من الزوجات الأجنبيات متوسطات الجمال.

أهن أشرف نسباً وأمجد أباً وجداً؟ إن أكثر المتزوجات بالأجنبيات إنما عادوا بعاملة في مخزن، أو موظفة في شباك سينما. ما سمعنا بمن تزوج بنت لورد أو كونت أو بنت أستاذ جامعة كولومبيا أو رئيس محكمة تمييز باريس.

<<  <   >  >>