للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث: مونتسكيو " ١٦٨٩ - ١٧٥٥ "

٨٧ - حياته ومصنفاته:

هو ناقد اجتماعي ومفكر سياسي, أدرك ما في بيئته من نقائص فعمل على التنبيه إليها، فكان قدوة طيبة لأهل طبقته من الأشراف. نشر "رسائل فارسية" " ١٧٢١ " تخيل فيها اثنين من أبناء فارس يزوران أوروبا وبخاصة فرنسا ويبعثان بخواطرهما إلى أصدقائهما في وطنهما؛ وهذه الخواطر عبارة عن نقد المجتمع الفرنسي في أخلاقه وعاداته وحكومته وديانته, في تهكم تارة وفي جد أخرى. ثم بدا له أن يضع كتابًا شاملًا في "روح القوانين" فشرع يعد له العدة ويجمع موادّه، أي: يدرس القوانين والمؤلفين في إيطاليا وسويسرا والنمسا والمجر وهولندا وإنجلترا "وقد أقام بلندن سنتين" حتى نشره بجنيف ١٧٤٨. وكان قد نشر قبل ذلك قسما منه وسماه بعنوان "اعتبارات في أسباب عظمة الرومان وانحطاطهم" " ١٧٣٤ ".

٨٨ - تعريف القانون:

أ- "روح القوانين" لفظ مبهم يتحدد معناه بالملاحظات الآتية:

يكاد يكون مونتسكيو الوحيد بين مفكري عصره الذي ينظر إلى أمور السياسة في أنفسها دون صلة برأي صريح في العقل والطبيعة. وهو يقصر عنايته على القوانين الوضعية, فلا يعرض للبحث في القانون الطبيعي وأصل الاجتماع. وهو يريد أن يستكشف الأسباب الطبيعية للقوانين الوضعية، أو "قوانين وضع القوانين" فإنه لا يعتقد أن المشرع يصدر عن محض إرادته، ولكنه يخضع لأسباب خارجة عنها. هذه الأسباب هي من الجهة الواحدة طبيعة الحكومات القائمة أو التي يراد إقامتها، ومن جهة أخرى طبيعة الأرض والمناخ

<<  <   >  >>