للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الخامس: هربارت " ١٧٧٦ - ١٨٤١ "]

١٢٥ - حياته ومصنفاته:

أ- هو أقدم من شوبنهور، وقد أخرناه لأنه اتخذ وجهة مغايرة لوجهة الأربعة المذكورين آنفًا، فارتأى أن الأشياء موجودة حقًّا وليست مجرد تصورات, وأن مهمة الفيلسوف قبولها كما هي ومحاولة تفسيرها، لا تركيب العالم تركيبًا مبدئيًّا يقلب الفلسفة قصة شعرية. وله محاولة في تطبيق الرياضيات على الظواهر النفسية حتى يجعل من علم النفس علمًا مضبوطًا كسائر العلوم الطبيعية, فكان من هذه الناحية زعيمًا لمدرسة سنصادف فيما يلي بعض أتباعها البارزين.

ب- كان أستاذًا بجامعة جوتنجن " ١٨٠٥ " ثم بجامعة كونجسبرج. أهم مؤلفاته: "ما بعد الطبيعة" و"علم النفس مؤسسًا للمرة الأولى على التجربة والميتافيزيقا والرياضة" و"موجز علم النفس".

١٢٦ - الميتافيزيقا:

أ- الفلسفة توضيح المعاني التي يقوم عليها العلم. ولما كانت هذه المعاني لا تخلو من تناقض، كانت مهمة الفيلسوف العمل على رفعه. هذا التناقض أدركه زينون وظن أن لا مخرج منه، ورأى فيه الشكاك سببًا للعدول عن الميتافيزيقا, وقبله هجل على أنه ماهية الفكر والوجود. ولكن مبدأ عدم التناقض قانون العقل، ويجب رعايته ما دام العقل. والوقوف عند الشك عجز، وإن قليلًا من التفكير يقنعنا بفساد هذا الموقف, فإنه إذا كان وجود الأشياء موضع شك، فما من شك في أنها تبدو موجودة، وإذا لم يكن هناك شيء لم يبد شيء. على أن من الممكن الشك في كون الأشياء مطابقة لتصورنا، وهذا الشك نقطة بداية الفلسفة, وهو ينشأ من النظر في المتناقضات.

<<  <   >  >>