للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول: الفلسفة في أمريكا]

١٩٩ - وليم جيمس " ١٨٤٢ - ١٩١٠ ":

أ- فلسفته أثر لفلسفة عصره الغالب عليها الكنطية والتطور، وصورة لمزاجه وتجربته. كان والده هنري جيمس قسيسًا بروتستانتيًّا ومن أتباع سويدنبورج الإشراقي السويدي الذي تهكم عليه كنط " ٩٥ ج" فتأثر هو بهذه الناحية، وتابع دراسات علمية وفلسفية في معاهد وجامعات أمريكية وأوروبية إلى أن حصل على الدكتوراه في الطب من جامعة هارفارد " ١٨٧٠ " فعين بعد ذلك بقليل أستاذًا للفسيولوجيا والتشريح بها، فكان أستاذا ممتازا، ثم عين بها أيضا أستاذا لعلم النفس فبرز فيه أيما تبريز، ثم اتجه إلى الفلسفة فألقى فيها الدروس ونشر الكتب, وكان أشهر أركان "البراجماتزم" أي: المذهب العملي.

ب- كان كتابه الأول "مبادئ علم النفس" " ١٧٩٠ " فجاء كتابًا كبير القدر بتحليله الدقيق العميق وأسلوبه الخلاب وأكسبه شهرة واسعة, وجعل منه أحد واضعي علم النفس المعاصر. ثم توالت كتبه على هذا الترتيب: "موجز علم النفس" " ١٨٩٢ " و"إرادة الاعتقاد" " ١٨٩٧ " و"أنحاء التجربة الدينية" " ١٩٠٢ " و"البراجماتزم" " ١٩٠٧ " و"كون متكثر" " ١٩٠٩ " يعارض فيه الأحادية أو وحدة الوجود. ونشر له بعد وفاته: "بعض مسائل الفلسفة" " ١٩١١ " أو "محاولات في التجريبية البحتة" " ١٩١٢ ".

ج- أثره في علم النفس أنه ينكر على مذهب الترابط أو التداعي تأليف الوجدان من ظواهر منفصلة, ويبين أن الظواهر الوجدانية تجري في تيار متصل, وأن الوجدان شيء يمتنع رده إلى الظواهر الفيزيقية أو الفسيولوجية، وأن حالاته نوعان: حالات يدل عليها بأسماء كقولنا: تعقل وتخيل وإحساس وإرادة، وحالات متعدية كالعطف والاستدراك تؤلف التيار الوجداني نفسه, وعلى ذلك يجب اعتبار الدماغ "آلة نقل" تصل بالجسم قوى وجدانية مباينة للقوى الجسمية، ويجب الاعتراف بأن أعم قانون في علم النفس هو قانون المنفعة، فإن أفعالنا التلقائية مرتبة

<<  <   >  >>