للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومهما يكن من شئ فإن التفكير فى تخصيص جهاز واحد للدعوة قد يكون أفضل من تفرق الجهود وإقامة مراكز وأجهزة مختلفة فى بلد واحد أو بلاد متعددة لا تجمعها رابطة واحدة، على أنه إذا وجدت أمثال هذه المراكز المتعددة فليكن لها جهاز واحد ينسق جهودها ويخطط لها التخطيط العام، ويرسم لها السياسة الموحدة التى تلتزمها حتى تضمن لها التوفيق والنجاح، وعدم التعارض والتضارب كالذى كان يحدث بين جمعيات التبشير التى أنشأتها الدول الاستعمارية ووجهتها لتمهد لها الطريق لكسب أكبر عدد ممكن من الأنصار، وأكبر مساحة من النفوذ، فهذه الجمعيات لم تكن مخلصة فى الدعوة إلى دينها أو مذهبها، بل كانا الغلب والتصارع طابعها ولهذا فشل كثير منها، ولم تستطع أن تنافس الدعوة الإسلامية على ما عندها من بساطة فى وسائلها، فقد كانت تزحف بجهود التجار والرحالة والمهاجرين وما إليهم، لقد نشرت جريدة "يونيفرس" الكاثوليكية، أن عدد من اعتنقوا الإسلام خلال الخمسة والعشرين عاما الأخيرة فى أفريقيا بلغ أكثر من عشرين مليونا، مقابل أقل من عشرة ملايين اعتنقوا المذهب الكاثوليكى على أيدى رجال الارساليات (١).


(١) الأهرام ١٥/ ٩ /١٩٥٤

<<  <   >  >>