للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فى قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن" (١). ولا أطيل عليك فى ذكر ما قاله المفسرون فى هذه الآية، وعدم اتفاقهم على رأى فى معنى الحكمة وأذكر لك ما أميل إليه من هذه الآراء.

يبدو أن الحكمة هنا هى العقل والتفكير السليم الذى يضع كل شيء موضعه، وقد أمر الله نبيه باستعمالها ليكون أساس دعوته معقولا ومقبولا، وليكون سلوكة مع الناس سلوكا مستقيما.

ولعل هذا المعنى هو المراد من الحكمة فى قوله تعالى: "يؤتى الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا" (٢). لأنها آتية بعد أدلة التوحيد فى مجادلة إبراهيم مع النمرود، وفى قصة عازر وإبراهيم والبعث، وضرب أمثلة محسوسة للدعوة إلى الإنفاق الخالص لله بالسنابل والصفوان والمطر والجنة والإعصار، والإنفاق من الطيبات، لأننا لا نحب أن نأخذ الخبيث فكيف نعطيه لغيرنا، والتفكير فى أن الشيطان يعد الفقر والله يعد الغنى، فكل هذا مما يلفت النظر ويجول فيه الفكر، ومن اهتم بهذا النوع


(١) سورة النحل: ١٢٥.
(٢) سورة البقرة: ٢٦٩

<<  <   >  >>