للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد أوتى خيرا كثيرا، وما يذكر إلا أولوا الألباب، ولعل الحكمة بهذا المعنى هي منة الله على داود فى قوله: "وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب" (١).

فالحكمة أن تكون الفكرة سليمة والآداء جميلا، فهي تشمل المعنى والأسلوب، ثم إن المراد بالموعظة الحسنة أن يكون الترغيب فى الخير والترهيب من الشر بأسلوب عفيف لا فحش فيه ولا سباب مثلا، فإن مثل هذه الأساليب الخشنة يحدث عكس المطلوب، قال تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (٢).

وكان هذا الأسلوب بمكة عندما كان يواجه الرسول بدعوته العقائد الضالة والعادات المفاسدة، ويقوم وحده بهذه الدعوة، والمجادلة هى المخاصمة فلتكن بالصيغة الحسنى، فإن سبوك فكن حليما، وإن آذوك فكن صبورا، ولعل مما يشير إلى ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٣). فاستعمل معهم طريق اللين والعفو فذلك أجدى وأنفع.


(١) ص: ٢٠
(٢) سورة الأنعام: ١٠٨
(٣) سورة فصلت: ٣٤

<<  <   >  >>