للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}.

والسيرة النبوية قد وضحت خطوات النبي - صلى الله عليه وسلم -في تبليغ الدعوة بمكة من الإسراء ثم الجهر، ومن طوق عرضها على الناس، وما لاقى هو وأصحابه فى سبيل ذلك. وسنشير إلى شئ منه فيما بعد.

وعندما هاجر إلى المدينة لاحقته أوامر التبليغ، فليس قصارى غرضه من الهجرة أنه تخلص من أذى قريش ليسكن ويستريح بعيدا عنهم، ولكن الهجرة انتقال من ميدان إلى ميدان، وانطلاق من القيود للتحرر والسياحة فى الأرض كما يريد الرسول ودعوته، التى حاول المشركون خنقها فى مكة والقضاء عليها فى مهدها.

ومن الآيات المدنية التى تأمر بالتبليغ، ما يأتي: وهى مرتبة حسب النزول:

١ - قوله تعالى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} (١). ففى هذه الآية تبليغ لعنصر جديد فى المدينة، وهم أهل الكتاب، عنصر لم يكن فى مكة بشكل يستحق الذكر، فقد كان فيها الأميون وهم العرب.


(١) سورة آل عمران: ٣٠

<<  <   >  >>