للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفقراء، وأرادوها دعوة عنصرية تراعى فيها الأحساب والأسر وما إلى ذلك، ولكن الإسلام دين عام لكل الأجناس، وهو فى الوقت نفسه تكريم يكرم الله به من يصطفيه من خلقه لمواصفات أدبية عالية لا تكون لكل الناس.

لقد قال الوليد بن المغيرة: أينزل على محمد وحى وأترك أنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود الثقفى ونحن عظيما القريتين -مكة والطائف-؟ فأنزل الله في ذلك قوله: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} (١).

ولما قال الأخنس بن شريق لأبى جهل، وكانا قد سمعا القرآن مع أبى سفيان من النبي ليلا: ما رأيك فيما سمعنا من محمد؟ أجابه: ماذا سمعت؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبى يأتيه الوحى من السماء. فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه. ونزل فى ذلك قوله تعالى:


(١) سورة الزخرف: ٣١، ٣٢

<<  <   >  >>