للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبيل تحقيق ما يعتقدونه، وهم راضون مطمئنون، وهذا يفسر لنا السرّ في انتصار أصحاب العقائد وعدم تنازلهم عن مبدئهم على الرغم من الآلام والمصائب التي تعترض طريقهم.

ويدلنا على صدق هذا - المعنى اللغوي للعقيدة، فعقد الحبل نقيض حله، ومادة (عقد) في اللغة مدارها على اللزوم والتأكد والاستيثاق، ففي القرآن:

{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْو فِي أَيمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيمَانَ} [المائدة: ٨٩].

وتعقيد الإيمان إنما يكون بقصد القلب وعزمه، بخلاف لغو اليمين التي تجري على اللسان بدون قصد.

و(العقود) أوثق العهود، ومنه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: ١].

وتقول العرب: "اعتقد الشيء: صلب واشتدَّ" (١).

والعقائد في الإسلام هي الأمور التي تصدق بها النفوس، وتطمئن إليها القلوب، وتكون يقينًا عند أصحابها، لا يمازجها ريب، ولا يخالطها شك، وأصول عقائد الإسلام حددها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالى" (٢).

٣ - ضلال الإنسان في معتقده، يجر عليه البلاء، ويضل عمله وسعيه، واعتبر في هذا بالذين قدسوا الأصنام - والفئران كيف أهانوا أنفسهم، وكيف ضيعوا أموالهم، وكيف سفكت دماؤهم عندما حاربهم المسلمون، وعندما يقدمون على


(١) لسان العرب: مادة "ع ق د".
(٢) رواه مسلم.

<<  <   >  >>