للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مفاصلك، وانظر إلى ما يحدثنا عنه العلماء عن الخلية الإنسانية، وانظر إلى كلام العلماء عن النبات وكيف يعمل ويتكون، وانظر إلى ترابط النجوم وسيرها وأبعادها وضخامة حجمها وإتقان صنعتها {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَينِ يَنْقَلِبْ إِلَيكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (٤)} [الملك: ٣، ٤].

د - التقدير والتسخير: ولولا ذلك لفسد الخلق، وفسد الكون، فالمطر لو كان ينزل بدون تقدير لأهلك الحرث والنسل {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} [المؤمنون: ١٨].

والتكاثر في الإنسان والحيوان لو لم يكن له ضوابط لضاقت الأرض، والشمس لو كانت أقرب إلينا لاحترقنا، ولو كانت أبعد لتجمدنا، والقمر لو لم يكن بهذا البعد من الأرض لفسدت الأرض، وجاذبية الأرض كانت بالمقدار الكافي، ولو كانت أقل لانتثرت الخلائق في هذا الكون، ولو كانت أكثر لالتصقنا بها، وثقلت حركتنا {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (١١) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (١٢)} [الزخرف: ١٠ - ١٢].

{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٩٥) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٩٦)} [الأنعام: ٩٥، ٩٦].

وهذا الدليل في غاية الأهمية، ولذلك أكثر القرآن من الحديث عن خلق الله،

<<  <   >  >>