للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المهدي: خلاصة القول في الإمام المهدي أنه سيظهر في آخر الزمان، وأن اسمه محمد بن عبد الله، أو أحمد بن عبد الله، روى حديثه أبو داود والترمذي، وأنه من أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ولد فاطمة الزهراء -رضي الله عنها وأرضاها- روى ذلك أبو داود والحاكم، وأنه يُشبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الخُلق، ولا يُشبهه في الخلق يعني: أخلاقه كأخلاق المصطفى -عليه السلام. أما الهيئة في الخلقة فلا يُشبهه فيها.

روى ذلك أيضًا هذا الكلام أبو داود في سننه من كلام الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه، وأنه أجلى الجبهة، أقنى الأنف أي: منحسر الشعر عن مقدم الرأس، وأن أنفه طويل ما حدب وسطه، ودقة أرنبته، وأنه يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما ملئت ظلمًا وجورًا، وأنه يقيم شريعة الإسلام، ويُحيي ما اندثر من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأن الإسلام تعلو كلمته في عهده، يلقي بجرانه إلى الأرض يعني: يقر مرة ويستقر، ويُمَكّن له، ويكثر الرخاء في أيامه من وفرة العدل وكثرة ما يعطي من المال، فهو يحثو المال حثوًا لا يعدّه عدًّا، كما رواه الإمام مسلم، وأنه يمكث سبع سنين كما ذكر ذلك الإمام أبو داود، ويأتي بعده الدجال.

ثم ينزل عيسى بن مريم -عليه السلام- فيتعاون عيسى مع المهدي على قتله، ثم يتوفى المهدي ويصلي عليه المسلمون.

هذه هي خلاصة الروايات التي تحدَّثت عن المهدي، ورويت في شأنه، وهي في جملتها لا تخرج عن كونها أخبارًا عن ظهور رجل من المصلحين في آخر الزمان، يرفع لواء الحق ويُعلي كلمة الله، ويمكن للإسلام، ويكون طليعة للخير العام الذي يأتي بعده كما كان يوحنا قبل ولادة عيسى -عليه الصلاة والسلام.

على إثر ذلك يخرج الدجال اليهودي كمظهر من مظاهر الفتنة الكبرى؛ ليقاوم هذه النهضة الإسلامية محاولًا فتنة الناس عن دينهم بما أعطي من علم، وبراعة،

<<  <   >  >>