للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقت الظهيرة الشديد الحر قال الرجل: يا نبي الله أنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا، قال: ((أدعوهما)) قال: فجاءتا قال: ((فجيء بقدح أو عس)) يعني إناء فقال لإحداهما: ((قيئي)) فقاءت قيحًا أو دمًا وصديدًا ولحمًا حتى قاءت نصف القدح، ثم قال للأخرى: ((قيئي)) فقاءت من قيح ودمًا وصديدًا ولحمًا ع ب ي ط - أي كثير - وغيره حتى ملئت القدح ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن هاتين -يعني المرأتين- صامتا عن ما أحل الله، وأفطرتا على ما حرم الله -عز وجل- عليهما؛ جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس)).

وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فارتفع ريح جيفة منتنة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين)) انظر إلى أهل الغيبة؛ فأين أدب اللسان تظهر منهم رائحة خبيثة يشعر بها الصحابة، ويخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أن ريحهم ريح خبيثة.

عن أسماء بنت يزيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من ذب عن لحم أخيه في الغيبة كان حقًّا عليه أن يعتقه من النار)) يعني إذا رأيت رجلًا يغتابه الناس فادفع عنه، وقل للذين يغتابونه: لا تغتابوه إ نه غير ذلك، إذا فعلت ذلك أعتقك الله من النار.

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال)) وردغة الخبال وادٍ في جهنم.

ثم جاء باب آخر في الترهيب من النميمة؛ عن حذيفة قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخل الجنة قتات)) والقتات هو النمام فهنا يجب أن نراعي أدب الحديث فنبتعد عن النميمة.

عن عبد الله أي ابن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ألا أنبئكم ما العضة؟)) قال: ((هي النميمة القالة بين الناس)) وأن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا، ويكذب حتى يكتب كذابا)).

<<  <   >  >>