للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الإسلام لا يعترف بأي نظام جاهلي وضعي، فكيف يقال: إن الإسلام يعضده ويوافقه سواء أكان اشتراكيًّا أو رأسماليًّا أو شيوعيًّا، إنه من الكذب والافتراء الفاحش القول بأن الإسلام يتوافق مع الاشتراكية أو غيرها من هذه الأنظمة الجاهلية.

إذا سلمنا جدلًا بتوافق الإسلام مع تلك الأنظمة، فما هو السبب في قتل الاشتراكيين الشيوعيين للمسلمين في الاتحاد السوفيتي قتلًا لا يتصور العقل أهواله، ودمارًا لا حد له، ولقد حاربوا الإسلام حربًا شعواء وهدموا المساجد، وحاربوا وجود أي كتاب إسلامي على امتداد البلاد السوفيتية، وأصبحت تهمة الشخص بأنه مسلم كافية لإباحة دمه، وتدمير منزله حتى تناقص أعداد المسلمين وعدد مدارسهم وعدد مساجدهم تناقصًا مذهلًا، فما هو جواب هؤلاء عن هذا؟ ما هو جواب الاشتراكيين عن هذا السلوك؟ ألم تنكشف خدعهم للعالم أجمع؟ ألم تظهر الحقيقة لكل ذي رأي وعين أن العداوة بين الحق والباطل دائمًا على أشدها؟.

ومن الأدلة الواضحة على بُعد الاشتراكية عن الإسلام ما نراه من الفشل الذريع الذي مُنيت به الاشتراكية في ديار المسلمين، رغم ما يبذله أقطابها من مغريات جمة؛ لإنعاشها بين المسلمين، ذلك أن الإسلام والمسلمين ينفرون منها ويرفضونها جملة وتفصيلًا.

ثانيًّا: أنها لم تنجح إلا في أوساط المتخلفين اقتصاديًّا وثقافيًّا ودينيًّا، أو في أوساط المتسلطين المتزلفين إلى أقطاب الاشتراكية، أو يتبعها كافر حاقد، أو إباحي مجرم، أو جاهل بحقيقتها. أما ما نسمعه من نجاحها في بعض البلدان العربية فإنما هي دعايات وزوبعات مؤقتة ورائها الحديد والنار، ثم انجلت الغمة عن تلك البلدان، فإذا بالاشتراكية وأقطابها قد اندحرت، ولنا في دخولها البلدان ونهايتها، وفي دخول الإسلام البلدان المفتوحة وبقائه فيها خير شاهد على مدى الفرق بينهما.

<<  <   >  >>