للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التطور إلى تكوين الفقرات، ثم تنشأ الفقاريات واللافقاريات وبعد ذلك تنشأ البرمائيات ذوات التنفس كالضفادع، ثم تدرج سلم التطور من البرمائيات إلى الزواحف كالحيات والتماسيح، ومن فروع الزواحف تنشأ الطيور وذوات الثدي، ومن ذوات الثدي تنشأ الثعابين والقردة ثم تنشأ البشرانيات.

ومن هنا نرى أنه بالتطور قد وجدت جميع الكائنات الحية، فخرج بعضها من بعض على طول الأحقاب الجيولوجية، إذن فالإنسان تدرج في سلم التطور الحيواني حتى وصل إلى وضعه الحالي ولم يخلق خلقًا مباشرًا، ولم يكن هناك قصد من خلقه، إنما هو قد جاء هكذا نتيجة لعملية التطور البطيئة جدا، والتي استغرقت ملايين السنين، ولقد تعرضت نظرية "داروين" منذ ظهورها إلى نقد عنيف من كثير من العلماء حتى من الداروينيين أنفسهم.

ولكن لماذا يتشبث بهذه النظرية علماء الغرب والمتأثرون بها من علماء الشرق الإسلامي، على الرغم من هذه الاعتراضات الكثيرة والانتقادات التي وجهت إلى هذه النظرية؟:

إنه الفصام النكد والعداوة الشرسة التي قامت بين الدين النصراني المحرف في أوربا والعلم، فقد خلفت الداروينية في الفكر الغربي آثارًا بالغة الخطورة، من أهمها: انهيار العقيدة الدينية، فقد كانت النصرانية المحرفة -وما زالت- تعتقد أن الله -عز وجل- خلق آدم وحواء ونهاهما عن الأكل من الشجرة، فأكلا منها فارتكبا بذلك خطيئة لا تغتفر، وحين جاء "داروين" بنظريته معلنًا أن الإنسان لم يخلق خلقًا مباشرًا، كانت النتيجة أن تزعزع الإيمان بآدم وحواء وجنة عدن والخطيئة التي يقوم عليها صرح الإيمان النصراني، وما دام الإنسان الأوروبي لا يعرف إلا الدين النصراني المحرف، فإنه سيجد نفسه تلقائيًّا ملحدًا بالعقيدة التي تقوم على أساس باطل في نظر العلم الدارويني.

<<  <   >  >>