للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلاصة فكر المسيحية الأصولية الإنجيلية:

إن العودة الثانية للمسيح، أو انتظار مجيء المسيح للمرة الثانية هي المحور الذي تدور عليه عقيدة الأصوليين الإنجيليين، وهم بذلك يشتركون مع اليهود في أن بإعادة بناء الهيكل سيعجل بمجيء مسيحهم للمرة الثانية، ولذلك فهم يتعاونون مع اليهود من أجل الوصول إلى ذلك الهدف، وهو هدم الأقصى والصخرة ثم بناء الهيكل، ثم انتظار المجيء الوشيك للمسيح الذي يطمعون أن يدخل اليهود في دينه هذه المرة. أما هذا الاختلاف في شخصية المسيح الآتي فلا يعطل مسيرة العمل المشترك بينهما تمهيدًا لمجيئه، بل إن كليهما يعين الآخر في القدر المشترك من الاتفاق.

ويقول أحد زعماء اليهود لزملائه من المسيحيين: إنكم تنتظرون مجيء المسيح للمرة الثانية ونحن ننتظر مجيئه للمرة الأولى، فلنبدأ أولًا ببناء الهيكل وبعد مجيء المسيح ورؤيته نسعى لحل القضايا المتبقية سويا، وكل من الفريقين يحاور الآخر ويراهن عليه، ويريد أن يدخله مع أتباع مسيحه، تقول الباحثة الأمريكية "لي أوبرين": "من التناقضات الظاهرية في عمل المنظمات اليهودية الأمريكية مع طائفة الإنجيليين: تناقض يدور حول التوتر بين رغبة الإنجيليين في التنصير، وبين الاشتباه في مقاومة اليهود الأمريكي للنشاط التبشيري".

وقد أصدر مجموعة من الأساقفة في أحد المؤتمرات هذا البيان: إننا نؤمن أن الله اختار إسرائيل الشعب المختار لكي يتابع خلاصه للبشرية، ومهما كان موقفنا فلا نتمكن من نكران أننا أغصان قد تطعمت على الشجرة القديمة التي هي إسرائيل، ولذلك فإن شعب العهد الجديد لا يمكن أن ينفصل عن شعب العهد القديم. إن انتظارنا لمجيء المسيح الثاني يعني أملنا القريب في اعتناق الشعب اليهودي للمسيحية، وفي محبتنا الكاملة لهذا الشعب المختار،

<<  <   >  >>