للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوخيمة على الجويم، أي: غير اليهود، وتم لهم ذلك وانتشر المذهب الاشتراكي الذي يحمل الخراب والدمار، وظل سنوات عديدة في أوج قوته إلى أن أذن الله في إذلاله وإذلال أتباعه، فخرج عنه الكثير ممن أنعم الله عليهم بالعقل والتفكير السليم، وداسوه بأقدامهم، وتنفسوا الصعداء، وهالهم ما كانوا فيه من الغبن الفاحش أيام جثومه على صدورهم، وتيقنوا أنه مذهب جهنمي صاغوه شياطين الإنس والجن بمباركة إبليس اللعين لهم على يد "فريدريك انجليز"، وكارل ماركس، ومن جاء بعدهم مثل لينين وستالين، إلى أن بدأ عهد جورباتشوف برئاسة ما كان يُسمى بالاتحاد السوفيتي.

ومن الغريب والعجيب والهول الشديد أن بعض البشر لا يزالون ينادون به، ويتبجحون بأنهم فرسان الاشتراكية {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف: ١٧٩)، إذا كان لأهل أوربا ظروفهم التي أنتجت الدعوة إلى الاشتراكية في القرن التاسع عشر الميلادي وما بعده، فما بال الدول والشعوب التي تدعي الإسلام، وأنه دستورهم، ما بالهم دخلوا تحت لواء هذا الفكر الأحمر الذي يُشير دائمًا إلى سفك الدماء، وما هي الظروف التي ألجأتهم إلى المناداة بالاشتراكية الماركسية؟ ألم يجدوا في الإسلام ما يسعدهم؟ بلى، ولكنهم ما طبقوه إن لم نقل ما عرفوه أساسًا.

يطول عتابنا لهؤلاء وخصامنا لهم، ولكن لا يمكن إغفال فريتهم الكبيرة، والتي تدل على مدى خبثهم وجهلهم، تلك الفرية التي ظهرت تنادي بأن الاشتراكية أساسها إسلامي، وأن الاشتراكية تسير جنبًا إلى جنب مع التعاليم الإسلامية، بل إن واضع الاشتراكية في زعمهم ليس هو "كارل ماركس" اليهودي الحاقد، بل إنه أبو ذر الغفاري، وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد التي يسمونها عندهم أم الاشتراكية، بل وفي خطاب ألقاه أحد زعمائهم، زعم فيه أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو

<<  <   >  >>