للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول ما ورد في الأحرف السبعة من الأحاديث، وسبب وروده، ومعنى الأحرف السبعة، والمقصود بها، ومصيرها]

[١ - ما ورد في الأحرف السبعة من الأحاديث]

ورد في الأحرف السبعة أكثر من عشرة أحاديث نقتصر منها على ثلاثة هي:

الأول:

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكدت أساوره في الصّلاة، فانتظرته حتى سلّم ثم لببته بردائه أو بردائي، فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت له: كذبت فو الله إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها، فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: يا رسول الله! إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وأنت أقرأتني سورة الفرقان.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام» فقرأ هذه القراءة التي سمعته يقرؤها، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هكذا أنزلت». ثم قال صلّى الله عليه وسلّم: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه» «١»

متّفق عليه.

الثاني:

عن أبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه: أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان على أضاة بني غفار «٢» فأتاه جبريل عليه السلام فقال: «إن الله يأمرك أن تقرأ أمّتك القرآن على حرف، فقال: أسال الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية


(١) رواه البخاري في فضائل القرآن (٤٧٠٦) ومسلم في صلاة المسافرين (٨١٨).
(٢) «أضاة بني غفار»: مستنقع للماء، وهو اسم موضع بالمدينة المنورة، ينسب إلى بني غفار، لأنهم نزلوا عنده.

<<  <   >  >>