للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيكون التلقيح بالنقل، وما وسائل ذلك إلا الرياح- كما أثبت العلم الحديث- وقد سبق القرآن إلى هذه الإشارة.

٢ - قوله تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ [الأنعام: ١٢٥].

الأوكسجين ضروري لتنفس الإنسان، ويقل في طبقات الجو العليا، فكلما ارتفع الإنسان في أجواء السماء أحس بضيق الصدر وصعوبة التنفس، والآية أشارت إلى هذا تماما.

٣ - قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء: ٣٠] وقد أثبت العلم أن الماء عنصر أساسي في الحياة.

٤ - قوله تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف: ٦٧] تدل الآية على أن الأتقياء هم الذين يستمرون على صداقتهم، وخاصة عند الشدائد والأهوال. وهذا ما يذكره العلماء بالفلسفة وعلم النفس حديثا: من أن الصداقة لا تدوم إلا بين الفضلاء، وخاصة في المواقف الحرجة.

[٢ - الوجه الخاص]

وهو الإعجاز البلاغي الذي يختص بفهمه أولئك الذين عرفوا اللغة العربية نطقا وفهما، وتذوقوا بيانها وأساليبها في التعبير، ولا غرو فقد سحر القرآن العرب منذ اللحظة الأولى، واستحوذ عليهم بنظمه البديع وتأليفه العجيب، وسموه في البلاغة إلى الحد الذي عجز الخلق عن الإتيان بمثله بل بسورة شبيهة به، رغم التحدي والتقريع، وبذلك قامت الحجة على العرب، وهم الذين يدركون هذا الوجه من الإعجاز، وبقيام الحجة عليهم تقوم على سائر الناس.

<<  <   >  >>