للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«يلهث»: لهث الكلب يلهث لهثا ولهاثا؛ إذا أخرج لسانه في التنفس، واللهث طبيعة فيه.

[٢ - المعنى الإجمالي]

اقرأ يا محمد! على قومك خبر الرجل الذي أعطيناه آياتنا تحمل الأدلة والهداية، فتركها وانخلع منها، ولحق به الشيطان فأدركه وصار له تابعا وقرينا، فكان من الضّالّين الهالكين ولو شاء الله لرفعه بالآيات إلى سعادة الدنيا ونعيم الآخرة، ولكنه مال إلى شهوات الدنيا، والتصق بملذاتها، وترك حكم عقله ووحي ربّه، واتبع هواه ورغباته، فصار مثله كالكلب في اللهث الدائم، والتبعية للشيطان، والعبودية للدنيا. فاقصص القصص واضرب الأمثال لعلّ الناس يرجعون إلى الحق الثابت الأبلج.

[٣ - فيم نزلت]

ذكر المفسرون ثلاثة رجال نزلت في واحد منهم، وهم:

- بلعام بن باعوراء، وكان على زمن موسى عليه السلام.

- أبو عامر النعمان بن صيفي الراهب.

- أمية بن أبي الصّلت الثقفي.

والأقرب أنها نزلت في أمية بن أبي الصلت- كما نقل عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما «١» - إذ هو الذي وصل إليه علم كثير من علم الشرائع المتقدمة، ولكنه لم ينتفع بعلمه،

وجاء في بعض الأحاديث: «أنه ممن آمن لسانه ولم يؤمن قلبه» «١»

ومن شعره:

كلّ دين يوم القيامة عند الله ... إلا دين الحنيفية، زور


(١) انظر تفسيره ابن كثير (٢/ ٣٢٣).

<<  <   >  >>