للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المصنّفين للقراءات بالأسانيد الّتي اجتمعت فيها قرائن التّواتر (١).

نعم، لم يزل الإسناد موجودا تعتني به طائفة من العلماء وغيرهم للقرآن والحديث، لكنّه ليس الطّريق إلى العلم، وإن كان له مصلحة للقرآن خاصّة إذا أخذ عن المشايخ الكبار، وهي أخذ القرآن عن قارئ متقن قد حمله على ذلك الوجه عن شيخ قبله.

وكبار القرّاء الّذين يقومون على مراجعة المصاحف، وعامّتهم ممّن قرأ على الشّيوخ بأسانيدهم، يرجعون في ضبط المصاحف إلى تلك الكتب المصنّفة في الأداء، لا يعتمدون أسانيدهم الخاصّة.

[المبحث الثالث: الشبهات حول نقل القرآن]

واعلم أنّه لا نزاع في تواتر نقل القرآن الّذي في المصحف عند عامّة المسلمين (٢)، وإنّما نازع بعض أصحاب الضّلالة في تواتره فيما

بين الصّحابة


(١) انظر: النّشر في القراءات العشر، للإمام ابن الجزريّ (١/ ٥٨) وما بعدها.
(٢) وإن أورد أحد ما روي أنّ الحجّاج بن يوسف الثّقفيّ غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفا، منها: لَمْ يَتَسَنَّهْ في البقرة [الآية: ٢٥٩] كانت (يتسنّ) بغير هاء، فزاد الحجّاج الهاء، إلى آخر الخبر الّذي أخرجه ابن أبي داود في «المصاحف» (ص: ٤٩ - ٥٠)، فأقول: هذا خبر كذب، فإنّ مصحف عثمان زمن الحجّاج قد طبق ديار الإسلام، وما كان الحجّاج ليغيّر حرفا من كتاب الله والمصاحف العثمانيّة قد وقعت لكلّ الأمصار، وانتسخ النّاس منها مصاحفهم، والقرّاء يومئذ من الّذين يرجع إليهم النّاس في القراءة موجودون، فإن كان الحجّاج غيّر حرفا في مصحف فوالله ما كان=

<<  <   >  >>