للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثمّ قال: «نسخت البارحة»، فنسخت من صدورهم ومن كلّ شيء كانت فيه (١).

وكان الحسن البصريّ يقول في هذه الآية ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها: أقرئ- يعني النّبيّ صلى الله عليه وسلم- قرآنا ثمّ نسّاه، فلم يكن شيئا، ومن القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرءونه (٢).

فهذا أولى ما قيل في معنى هذه اللّفظة، ويأتي لهذا مزيد استدلال.


(١) حديث صحيح. أخرجه الطّحاويّ في «شرح المشكل» (٥/ ٢٧٢ رقم: ٢٠٣٥) والبيهقيّ في «دلائل النّبوّة» (٧/ ١٥٧) وابن الجوزيّ في «نواسخ القرآن» (ص: ١١٠ - ١١١) والواحديّ في «الوسيط» (١/ ١٨٩) من طريق أبي اليمان، قال: حدّثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهريّ، حدّثني أبو أمامة، به.
قلت: وهذا إسناد صحيح.
تابع شعيبا: يونس بن يزيد الأيليّ، عن الزّهريّ، قال: حدّثنا أبو أمامة بن سهل ونحن في مجلس سعيد بن المسيّب، لا ينكر ذلك، أنّ رجلا، فذكره ولم يذكر «الرّهط».
أخرجه الطّحاويّ (رقم: ٢٠٣٤) وابن الجوزيّ (ص: ١١١ - ١١٢).
وكذلك أخرجه أبو عبيد في «النّاسخ والمنسوخ» (رقم: ١٧) من طريق عقيل بن خالد ويونس الأيليّ، كرواية الطّحاويّ الأخيرة.
وهذا لا يضرّ، من أجل أنّ شعيبا ثقة متقن، ومن جهة أخرى فإنّ أبا أمامة صحابيّ صغير، ولد في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ومن جهة ثالثة: إقرار سعيد بن المسيّب له على ما حدّث به.
(٢) أثر صحيح. أخرجه ابن جرير (١/ ٤٧٥، ٤٧٦) وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>