للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ممّن يطيقه، ورخّص لهم في ذلك، فنسختها: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة: ١٨٤]، فأمروا بالصّوم (١).

وحديث سلمة بن الأكوع، رضي الله عنه، قال: لمّا نزلت هذه الآية: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ [البقرة: ١٨٤]، كان من أراد منّا أن يفطر ويفتدي فعل، حتّى نزلت هذه الآية الّتي بعدها فنسختها (٢).

٣ - كما في النّسخ إظهار نعمة الله عزّ وجلّ بما يرفع به من الحرج والضّيق بنوع سابق من أنواع التّكليف، وخذ مثاله غير ما تقدّم في عدّة المتوفّى عنها زوجها، حيث فرض الله عليها أن تعتدّ عاما كاملا أوّل الأمر، وهذه المدّة على وفاق ما كانت تعتدّه إحداهنّ في الجاهليّة، فخفّف الله عن النّساء بأن جعلها أربعة أشهر وعشرا.

فأمّا اعتدادها عاما، فكما في قول الله عزّ وجلّ: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ [البقرة:


(١) حديث صحيح. علّقه البخاريّ (رقم: ١٨٤٧) بصيغة الجزم، ووصله البيهقيّ في «سننه» (٤/ ٢٠٠) بإسناد صحيح.
وأخرجه كذلك أبو داود (رقم: ٥٠٦، ٥٠٧) بإسناد صحيح.
(٢) حديث صحيح. متّفق عليه: أخرجه البخاريّ (رقم: ٤٢٣٧) ومسلم (رقم: ١١٤٥).

<<  <   >  >>