للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحدا من هذه الخصال لم يحلّ له أن يقول قياسا» (١).

وذكر عن القاضي يحيى بن أكثم قال: «ليس من العلوم كلّها علم هو أوجب على العلماء وعلى المتعلّمين وكافّة المسلمين من علم ناسخ القرآن ومنسوخه؛ لأنّ الأخذ بناسخه واجب فرضا، والعلم به لازم ديانة، والمنسوخ لا يعمل به ولا ينتهى إليه، فالواجب على كلّ عالم علم ذلك؛ لئلّا يوجب على نفسه أو على عباد الله أمرا لم يوجبه الله عزّ وجلّ، أو يضع عنه فرضا أوجبه الله عزّ وجلّ» (٢).

وصحّ عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ: أنّ عليّ بن أبي طالب مرّ بقاصّ يقصّ (٣)، فقال: هل علمت النّاسخ والمنسوخ؟ قال: لا، قال:

هلكت وأهلكت (٤).

وعن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، قال: إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل علم ناسخ القرآن من منسوخه. قالوا: ومن ذاك؟

قال: عمر بن


(١) الأم، للشّافعيّ (١٥/ ١٢٩).
(٢) جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البرّ (رقم: ١٤١٦).
(٣) أي: واعظ يعظ.
(٤) أثر صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٧٤٦) وأبو عبيد في «النّاسخ والمنسوخ» (رقم: ١) والنّحّاس في «النّاسخ والمنسوخ» (ص: ٤٨ - ٤٩) والبيهقيّ (١٠/ ١١٧) من طريق أبي حصين عثمان بن عاصم الأسديّ، عن أبي عبد الرّحمن، به.
قلت: وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>