للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - توكيدها للقرآن مع زيادة البيان]

الاستعمالات النّبويّة للآية والاستشهاد بها لشيء يكشف من معاني القرآن ما لا يمكن أن يعرف من غير هذا الطّريق، فتكون السّنّة فيما جاءت به من المعنى مؤكّدة ومصدّقة لما جاء به الكتاب، وزائدة في بيانه.

مثاله حديث عبد الله بن الشّخّير، قال:

أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ١ قال: «يقول ابن آدم: ما لي، مالي» قال: «وهل لك يا ابن آدم من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدّقت فأمضيت؟» (١).

كذلك يعرف بالسّنّة النّسخ، فإنّها تأتي به أو تدلّ عليه.

كما ترشد إلى معرفة أسباب نزول القرآن (٢).

وهذا الطّريق متّفق على استعماله عند أهل العلم، وهو مقدّم عندهم على ما سواه من طرق التّفسير، كيف لا وهو بيان من بيانه وحي ودين؟ بل هو القاضي على كلّ بيان سواه، لا ينازع تفسيره بتفسير من دونه، مهما كان قدر المفسّر، لكن بشرط أن تصحّ به الرّواية.

وعلى هذا المنهج جرى الأوّلون، فعن عبيد الله بن أبي يزيد، قال:


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (رقم: ٢٩٥٨).
(٢) تقدّم شرح ذلك في فصوله من هذا الكتاب، ما يتّصل منه بالنّسخ أو أسباب النّزول.

<<  <   >  >>