للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتكلّم بالألفاظ الكفريّة، وله تفسير على طريقته، لكن ما حمل النّاس عليه في شيء من كتبه كالّذي حملوه عليه في كتابه «فصوص الحكم»، ذلك لما رأوا فيه من شنيع العبارة، وفي كلامه ما يشقّ على المسلم حكايته، نسأل الله العفو والعافية، وأمره إلى الله، وقد أغنى الله المسلمين عنه وعن كتبه، فإن كان عنده حقّ فإنّه لم يقصر عليه، والحمد لله (١).

فتفسير هذه الطّائفة للقرآن تفسير على غير مقتضى الظّاهر، وربّما

سمّاه بعض العلماء «تفسيرا باطنيّا»، وجعل أصحابه كالقرامطة (٢)، وهم طائفة «يدّعون أنّ للقرآن والإسلام باطنا يخالف الظّاهر»، وحقيقة أمرهم أنّ «ظاهرهم الرّفض، وباطنهم الكفر المحض» (٣).

لكن التّحقيق أنّ مسلكهم في التّفسير وإن أشبهوا فيه الباطنيّة القرامطة، إلّا أنّه لا يبلغ مبلغهم، فأولئك ملاحدة زنادقة، ولشيخ الإسلام ابن تيميّة


(١) انظر ترجمته في: «سير أعلام النّبلاء» للذّهبيّ (٢٣/ ٤٨)، «تاريخ الإسلام» له (وفيات سنة ٦٣١ - ٦٤٠، ص: ٣٧٤)، «الوافي بالوفيات» للصّفديّ (٤/ ١٧٣)، «البداية والنّهاية» لابن كثير (١٣/ ١٨٤)، «لسان الميزان» لابن حجر (٥/ ٣٠٧).
(٢) هم طائفة من المارقة، ظهر أمرهم في خلافة المعتضد العبّاسيّ في سنة (٢٧٨ هـ)، وكان منهم بعد ذلك شرّ عظيم، أظهروا الكفر، واستباحوا المحرّمات، ووقعت منهم أعاجيب، وقيل في نسبتهم: إنّ (قرمط) لقب لرجل من أهل الكوفة اسمه (حمدان)، أوّل من أظهر هذه الدّعوة، وقيل غير ذلك، وانظر خبرهم في «الكامل» لابن الأثير (٦/ ٦٩) و «الأنساب» للسّمعانيّ (١٠/ ٣٨٧).
(٣) مجموع الفتاوى، لابن تيميّة (١٣/ ١٢٧).

<<  <   >  >>