للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْكَوْثَرَ ١ قال: «بينما أنا أسير في الجنّة، إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدّرّ المجوّف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الّذي أعطاك ربّك» (١).

مع ما صحّ عن ابن عبّاس من قوله: «الكوثر: الخير الكثير الّذي أعطاه الله إيّاه» (٢).

فليس بين الحديث والأثر تضادّ، فإنّ نهر الكوثر في الجنّة هو الخير الكثير الّذي أعطاه الله لنبيّه صلى الله عليه وسلم.

وكذلك قيل لسعيد بن جبير حين حدّث بما تقدّم عن ابن عبّاس:

فإنّ النّاس يزعمون أنّه نهر في الجنّة؟ فقال سعيد: النّهر الّذي في الجنّة من الخير الّذي أعطاه الله إيّاه (٣).

واختلاف الألفاظ في التّعبير عن الشّيء الواحد مدرك معلوم (٤)، وقد يعبّر عن الشّيء بما يقرّب معناه وإن لم يكن يساويه من كلّ وجه (٥).


(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (رقم: ١٢٠٠٨ ومواضع أخرى) والبخاريّ (رقم:
٤٦٨٠، ٦٢١٠) وأبو داود (رقم: ٤٧٤٨) والتّرمذيّ (رقم: ٣٣٥٩، ٣٣٦٠) والنّسائيّ في «التّفسير» (رقم: ٧٢٦) وغيرهم من حديث أنس بن مالك.
(٢) أثر صحيح. أخرجه البخاريّ (رقم: ٤٦٨٢، ٦٢٠٧) والنّسائيّ في «التّفسير» (رقم: ٧٢٤).
(٣) هذا في رواية البخاريّ.
(٤) انظر: فتاوى ابن تيميّة (١٣/ ٢٠٥ - ٢٠٦)، البرهان، للزّركشيّ (٢/ ١٥١).
(٥) انظر: فتاوى ابن تيميّة (١٣/ ١٨٣).

<<  <   >  >>