للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مقدمة المحقق]

[الفصل الأول سيرة الأهوازي]

[اسمه ونسبته]

هو أبو عليّ الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز بن شاهويه الأهوازي «١»، منسوب إلى الأهواز أو (الأحواز) «٢» الإقليم المشهور الواقع إلى الجنوب الشّرقيّ من البصرة، وإلى جنوب وجنوب غربي إيران حيث تفصله عنها سلسلة جبال لرستان من الشّمال وجبال البختيارية من الشّرق، فتكون هذه السّلاسل الجبلية الحدود الطّبيعية للهضبة الإيرانية. ويمثّل هذا الإقليم في الوقت نفسه الامتداد الشّرقي لمنطقة الهلال الخصيب التي تبدأ عند السّهول الفلسطينية وتمر بلبنان وسوريا والعراق فتكوّن القسم الشّمالي الشّرقي للوطن العربيّ والحاجز الطّبيعي بينه وبين المناطق غير العربية من آسيا. وقد تكوّنت أرضه الرسوبية من الترسّبات التي كوّنها نهر دجيل الأهواز «٣» وروافده الكثيرة، وهو النّهر الذي أطلق عليه الفرس اسم نهر (كارون) في العصر الحديث «٤».

وقد ارتبط تحرير الأهواز بتحرير منطقة البصرة، وكانت القبائل العربية في هذه المنطقة، ولا سيّما قبيلة بكر بن وائل، تقوم بغارات على الأطراف الغربية للامبراطورية السّاسانية قبل الإسلام، فاشتدّت هجماتها بعد انتصارها على الفرس في موقعة ذي قار المشهورة. وحينما تولّى عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- الخلافة أمر قادة جيوش


(١) معجم الأدباء لياقوت: ٣/ ١٥٢، وتاريخ الإسلام للذهبي، الورقة ٤٢٩ (مجلد أياصوفيا ٣٠٠٩ بخطه).
(٢) أطلق العرب عليه اسم الأحواز- بالحاء المهملة- وأصل الحوز في كلام العرب مصدر حاز الرجل الشيء يحوزه حوزا إذا حصله وملكه، قال ياقوت «فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة غيرتها حتى أذهبت أصلها جملة، لأنه ليس في كلام الفرس حاء مهملة، وإذا تكلموا بكلمة فيها حاء قلبوها هاءا فقالوا في حسن: (هسن)، وفي محمد: (مهمد) ثم تلقفها منهم العرب فقلبت منهم بحكم الكثرة في الاستعمال. وعلى هذا يكون الأهواز اسما عربيا سمي به في الإسلام» (معجم البلدان: ١/ ٤١٠)، وبهذا يقرر ياقوت الحموي بأن لفظة (أهواز) - بالهاء- هي لفظة عربية مستحدثة بعد الإسلام»، وقد شاعت في المصادر العربية، فلم نر بأسا من إثباتها.
(٣) سمي بدجيل تصغير (دجلة)، وأضيف إليه لفظ «الأهواز» تمييزا له عن دجيل دجلة الذي في أعلى بغداد (معجم البلدان: ٢/ ٥٥٥).
(٤) لم نجد اسم (كارون) في جميع الكتب الجغرافية العربية والفارسية في العصور الوسطى (انظر بلدان الخلافة الشرقية للسترنج: ٢٦٨).

<<  <   >  >>