للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، وإن لم يكونوا من المعتنقين لها والمنضمين إليها، ويلحق بذلك أيضا دعاة الدعارة والفساد في وسائل الإعلام، الذين يزِّينون الفاحشة، وهتك القيم والأخلاق الإسلامية، وإن لم يمارسوا الفساد بأنفسهم، ويطبقوه على أهليهم، لأن من كره ما أحل الله، ودعا إلى ما حرم الله، فقد استحق غضب الله عليه.

ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (لو أن إنسانا كره ما أنزل الله أو أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - به أمر استحباب، وصد الناس عن ذلك كركعتي الفجر مع علمه بما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - أليس هذا كافرًا مرتدًّا؟

فكيف بمن سب دين الله الذي بعث الله به جميع أنبيائه، مع إقراره ومعرفته به، ومدح دين المشركين، الذي بعث الله أنبياءه بإنكاره، وبيان بطلانه (١).

وقال الفضيل بن عياض (٢): من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله، وأخرج الإسلام من قلبه، ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها: ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة، وإذا علم الله من رجل أنه مبغض صاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له (٣) اهـ.

فإذا كان هذا كله في صاحب البدعة وهو على دين الله، فما بالك بمن يوالي من يدعون خصائص الألوهية في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحلَّ الله؟ ومع ذلك كله يقرهم على هذا الإدعاء، ويواليهم ويناصرهم عليه، فهذه ليست موالاة مبتدع على بدعته بل هي موالاة كافر على كفره، أو مشرك على شركه ويذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- أنه


(١) انظر الرسائل الشخصية: محمد بن عبد الوهاب (٣٠).
(٢) انظر ترجمته في ص (١٤٤) من هذه الرسالة.
(٣) انظر في ظلال القرآن سيد قطب (٧/ ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>