للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماء قال تعالى: (وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) [سبأ: ٢٢] وقال تعالى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [الإسراء: ١١١] قال مجاهد (١) المعنى لم يحالف أحدا، ولا ابتغي نصرا من أحد، أي لم يكن له ناصر يجيره من الذل، يعني لم يذل فيحتاج إلى ولي أو إلى ناصر، لعزته وكبريائه (٢) اهـ.

وأما قوله تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: ٧] أي أن تكونوا سببا في نصر دين الله ينصركم الله على الكفار وقال قطرب (٣): «إن تنصروا نبي الله ينصركم الله» (٤) اهـ.

وقال تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: ٤٠] أي من ينصر دين الله، وينصر رسوله فإن الله ناصره (٥) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّأَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ)

فقوله: (كونوا أنصار الله) معناه كونوا أنصارًا لدين الله ومعنى نحن أنصار الله أي نحن أنصار دين الله، وقال تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام (مَنْ


(١) هو مجاهد بن جبير المالكي أبو الحجاج ولد حوالي سنة ٢٠ هـ توفي سنة ١٠٤هـ من آثاره تفسير القرآن الكريم، فهو مفسر تابعي جليل انظر معجم المؤلفين (٨/ ١٧٧).
(٢) انظر تفسير القرطبي (١٠/ ٣٤٥).
(٣) هو محمد بن المستنير بن أحمد البصري (المعروف بقطرب) (أبو علي) لغوي، نحوي، أخذ النحو عن سيبويه وغيره من علماء البصرة وأخذ عن النظام المعتزلي وكان يعلم أولاد أبي دلف العجلي وتوفي ببغداد، من تصانيفه في اللغة والتفسير: العلل في النحو، الاشتقاق المصنف الغريب في اللغة، الرد على الملحدين في متشابه القرآن توفي سنة ٢٠٦ هـ، وله نحو عشرون كتابا انظر معجم المؤلفين عمر رضا كحالة (١٢/ ١٥)، وانظر الموسوعة العربية محمد شقيق غربال (٢/ ١٣٨٨).
(٤) انظر تفسير القرطبي (١٦/ ٢٣٢).
(٥) انظر تفسير القرطبي (١٢/ ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>