للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ) [المائدة: ٧٨، ٧٩].

فمن اعتزل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ففيه شبه من بني إسرائيل ما لم يكن له عذر شرعي في ذلك، والآيات في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة جدا تربو على عشرين آية (١).

ومن الأحاديث الصحيحة في هذا الموضوع ما روى مسلم في صحيحه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» (٢) وفي مسلم أيضا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون، ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» (٣) وفي حديث آخر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر» (٤) وفي حديث أيضا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها» وقال مرة أنكرها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها (٥).


(١) انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم (٤٥٨، ٤٥٩).
(٢) رواه مسلم انظر صحيح مسلم (١/ ٦٩)).
(٣) المصدر السابق (١/ ٧٠).
(٤) رواه أبو داود كتاب الملاحم (٤/ ٥١٤) وابن ماجه في الفتن (٢/ ١٣٢٩) والترمذي في كتاب الفتن (٦/ ٣٣٨/ ١١٧٥) وقال حديث حسن غريب وقال عنه الألباني إنه صحيح انظر مشكاة المصابيح (٢/ ١٠٩٤).
(٥) رواه أبو داود في سننه (٤/ ١٢٤) رقم الحديث (٤٣٤٥) كتاب الملاحم قال في التقريب (إنه صحابي) ورمز السيوطي لصحته انظر جند الله ثقافة وأخلاقا سعيد حوى (١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>