للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنه يجب على المسلم إذا رأى إساءة نزلت بأخيه أو مهانة لحقت به أو وقعت عليه، أن يريه من نفسه الاستعداد لمناصرته ومظاهرته على ما أصابه، حتى ينال الحق الذي له ويرد وقوع الظلم عليه. وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزول الأقدام» (١).

وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله (٢) ولا يحقره ... » الحديث (٣).

فمن ترك أخاه يجوع ويعرى ويقتل ويسجن ويمزق بين أيدي الظالمين، وهو قادر على إطعامه وكسوته ودفع أذى الظالمين عنه بطرق متعددة، فماذا يقول عند قدومه على ربه؟

أيقول: إني كنت عن هذا من الغافلين؟:

يأيها الناس إن الله يأمركم ... ألا تكونوا لأهل الظلم أعوانًا

يا يقوم لا تنصروا من ليس ينصره ... ولا تكونوا لمن عاداه إخوانًا

يلقى العدا طاعة منكم ومسكنة ... مهما أرادوا ويلقى الله عصيانا

إني أخاف عليكم حادثًا جللا ... لا تملكون له ردًا إذا حانا (٤)

ولكن يجب أن يعلم كل مسلم أنه مهما بلغ مكر أعدائنا بنا ومهما أصابنا ومهما انقطعت أسباب الموالاة بيننا ومهما والى بعض المنتسبين منا أعداءنا، فإن ذلك كله لا يعفينا من مسئوليتنا أمام الله عز وجل، وأمام إخواننا الصامدين على طريق الإسلام، إن الظروف الصعبة المحيطة بنا من


(١) رواه الأصبهاني - المصدر السابق المكان نفسه.
(٢) قال العلماء الخذل ترك الإعانة والنصرة، ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه، ولم يكن له عذر شرعي في تركه، انظر صحيح مسلم ج٤ ص١٩٨٦ رقم الحديث (٢٥٦٤).
(٣) المصدر السابق المكان نفسه.
(٤) شعراء الدعوة الإسلامية ج٤ ص٦٨ - ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>