للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس وجه الله عند الأشاعرة على الحقيقة، فمنهم من يقول وجهه: ذاته، ومنهم من يفوض المعنى.

قال عبد القاهر البغدادي في "أصول الدين" في صفة الوجه لله تعالى: (والصحيح عندنا أن وجهه: ذاته، وعينه رؤيته للأشياء) (١) اهـ.

وقال أبو المعالي الجويني في "الإرشاد" في فصل "اليدان والعينان والوجه": (والذي يصح عندنا: حمل اليدين على القدرة، وحمل العينين على البصر، وحمل الوجه على الوجود.) (٢) اهـ

بل ذكر الأشعريان في كتابهما أن إثبات الوجه لله يستلزم التجسيم، فقالا (ص١٩٣): (إن الفرق بين الألفاظ التي تدل على الأجسام وما إليها وبين الألفاظ التي تدل على المعاني كبير وشاسع .... فالأولى ما يتبادر عند سماعها العضو والجسم ..... وإنما سيق الكلام على سبيل الاستعارة والمجاز كلفظ (اليد، والأصبع، ... ، والوجه، ... )) اهـ.

فهل يا ترى هم موافقون لما يزعمون أنه معتقد الإمام أحمد؟!!!


(١) أصول الدين (ص١١٠).
(٢) الإرشاد للجويني (ص١٥٥).

<<  <   >  >>