للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنقول والحق المعقول. وعرفوا أن من ظن من الحشوية (١)

وجوب الجمود على التقليد، واتباع الظواهر ما أتوا به إلا من ضعف العقول وقلة البصائر .... وأنى يستتب الرشاد لمن يقنع بتقليد الأثر والخبر، وينكر مناهج البحث والنظر، أو لا يعلم أنه لا مستند للشرع إلا قول


(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٣/ ١٨٥ - ١٨٦) عن لفظ "الحشوية": (هذا اللفظ أول من ابتدعه المعتزلة، فإنهم يسمون الجماعة والسواد الأعظم الحشو، كما تسميهم الرافضة الجمهور، وحشو الناس هم عموم الناس وجمهورهم، وهم غير الأعيان المتميزين، يقولون: هذا من حشو الناس، كما يُقال: هذا من جمهورهم. وأول من تكلم بهذا عمرو بن عبيد وقال: "كان عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - حشوياً"، فالمعتزلة سموا الجماعة حشواً كما تسميهم الرافضة الجمهور) اهـ.

وقال في بيان تلبيس الجهمية (١/ ٢٤٢): (قلت: مسمى الحشوية في لغة الناطقين به ليس اسماً لطائفة معينة لها رئيس قال مقالة فاتبعته، كالجهمية والكلابية والأشعرية، ولا اسماً لقول معين من قاله كان كذلك، والطائفة إنما تتميز بذكر قولها أو بذكر رئيسها، ولهذا كان المؤمنون متميزون بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فالقول الذي يدعون إليه هو كتاب الله، والإمام الذي يوجبون اتباعه هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) اهـ.
وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (ص٧٧) عن وصف أهل البدع لأهل الحديث: (وقد لقبوهم بالحشوية، والنابتة، والمجبرة، وربما قالوا: الجبرية. وسموهم الغثاء والغثر، وهذه كلها أنباز لم يأت بها خبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) اهـ.
وقال عبد القادر الجيلاني كما في جلاء العينين (ص٤٣٧): (إن الباطنية تسمي أهل الحديث: حشوية، لقولهم بالأخبار وتعلقهم بالآثار) اهـ.

<<  <   >  >>