للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبيده كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري، ويظهر الإعجاب به، ويقول: ماذا الذي يُنكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه. فهذا قول الإمام أبي عثمان وهو من أعيان اهل الأثر بخراسان) (١) اهـ.

والاستدلال بمثل هذه الحكاية على أشعريته الصابوني خطأ كبير لأمور:

الأول: أن المخبر بها غير مسمى، فلا يُعرف من هو، فكيف يمكن الاعتماد على مثل هذه الحكاية.

الثاني: أنه أمر غير مستغرب، لأن الإبانة الذي ألفه الأشعري في آخر عمره، قد مشى فيه على طريقة السلف، ورجع عما كان عليه من طريقة ابن كلاب، وهو ما سيأتي تقريره في الفصل الثالث من الباب الخامس.

فلذلك نقول: إن كانت الأشعرية هي على ما عليه الأشعري في الإبانة فحيهلا، وأما إن كانت على ما عليه الأشاعرة المتأخرون فلا وألف لا.

الأمر الثالث: أن الإمام الصابوني قد كتب في بيان المعتقد كتاباً عظيماً أسماه "عقيدة السلف وأصحاب الحديث"، وهو مشهور متداول، فهلا نقل منه الأشعريان ليثبتا أشعريته وموافقته لهما؟!.


(١) تبيين كذب المفتري (ص٣٦٣).

<<  <   >  >>